يبلغ عدد الدول العربية اثنتين وعشرين دولة توزّع بين قارتي آسيا وأفريقيا ولو نظرنا الي عدد دول العالم نجد في عام 1998 أظهر إحصاء قام به مجموعة من الدارسين أنّ عدد دول العالم “230 دولة ، من ضمنها الدول التي تتمتع بالحكم الذاتي وعددها 25 دولة ، أمّا صحيفة الإيكونوميست قالت إنّ دول العالم تتراوح بين 168 و 254 دولة ، وتفصيل هذه الدول كالتالي 46 دولة في قارة آسيا من ضمنها دولة فلسطين 54 دولة في قارة إفريقيا من ضمنها الصحراء الغربية 47 دولة في قارة أوروبا 27 دولة في قارة أمريكا الشمالية والوسطى 12 دولة في قارة أمريكا الجنوبية 12 دولة في قارة أستراليا. من نتائج تلك الإحصاءات نستنج أن كل دولة عربية لديها 230 سفير علي مستوي العالم او 254 سفير وقنصل موزعين علي مستوي العالم والسؤال الذي يطرح نفسه أين الدور الذي يقوم به السفير العربي عن بلاده ؟ هل مقتصر علي الأعمال الإدارية الخاصة بالمغتربين من جوازات سفر وتوكيلات وتسهيلات ادارية يقوم بها الإداريين المتخصصين فى السفارة ؟ نعرف جلياً أن السفارة متمثلة في السفير ومن اهم المهام هى رعاية مصالح المقيمين بالخارج وخدمة المواطن فى المرتبة الأولي إن كانت بعثات علمية ، وعلاجية ، وسياحية ، بجانب هموم ومشاكل المواطنين بالخارج ولكن للأسف أغلب السفراء بالدول العربية عند حدوث اي مشكلة ما لمواطن فى الدول الأجنبية تتخذ تجاه جميع الإجراءات القمعية وحتى إن كان مظلوم وللأسف السفارة بعد علمها تظل ساكنة بلا رد فعل او رد اعتبار لهذا المواطن الذي يدفع راتب كل من فى السفارة وعلي رأسهم السفير ، ولو نظرنا عكس ما يحدث لمواطن اجنبي تم القبض عليه لقامت الدنيا وقعدت وحضر السفير الأجنبي بنفسه لعمل المستحيل حتى يخرج المواطن الأجنبي بكل ادب واحترام ويعود الي دياره بأمان ، هل حكام الدول يعرفون كم عدد الرعايا داخل السجون علي مستوي العالم وخاصة السجناء العرب سواء داخل الدول العربية او الأجنبية ؟ هل يعرفون عدد المرضي اصحاب الإصابات من الدرجة الأولي والثانية والثالثة ؟ هل قام سفير واحد بمتابعة احوال هؤلاء السجناء والعمل علي قضاء حوائجهم والنظر فى قضياهم لأن هناك الكثير من السجناء الأبرياء داخل السجون وينتظرون الإفراج ، أيضا خدمات المواطنين فى بعض الدول متميزة بالتباطؤ الغير عادي لبعض المعاملات والطوابير والمرعبة ، داخل السفارات وعدم الاستجابة السريعة ، ثانيا هل قام سفير عربي بدور واضح وفعال من ناحية تقارب الأفكار ونقل الصورة واضحة لبلاده وتبادل وجهات النظر ، هل قام سفير عربي بنشر اخبار داخل الدولة المقيم فيها يتحدث عن بلاده ، وعن المشاريع العملاقة وعن اتاحة الفرصة لتبادل تجاري وصناعي ونقل صورة جميلة عن بلاده لتبادل المنفعة وتصحيح بعض الامور ، هل قام اي سفير عربي بالوقوف امام أى انتهاكات من الدولة المقيمة ضد بلاده وسجل اعتراض رسمي عن تلك الانتهاكات ، هل قام سفير عربي بعمل زيارات لبعض العمالة الموجودة داخل الدول المستضيفة وناقش مشاكلهم ، هل قام سفير عربي بعمل لقاءات شهرية مع الجاليات المقيمة بالخارج وحثهم على التعاون وعمل المشاريع داخل الوطن ومشاركة رجال أعمال من داخل الدولة المقيمين فيها ؟ هل قام سفير عربي بحل مشاكل المقيمين المستعصية من عقود مفتوحة مضي عليها 10 اعوام علي نفس الراتب ونفس الاستغلال والاتجار ، هل قام اي سفير عربي بعمل زيارة لأحد المستشفيات ومد يد العون الي كل مريض بمرض مزمن او حادث سير خطير او أي حادث أثناء العمل داخل المستشفيات ؟ هل سمعنا عن سفير وحفظنا أسمه علي مدار سنين طويلة لأنه صاحب بصمة واضحة ؟ اين دور السفير ضد عمليات القتل والقمع والسرقة ؟
اتمني من رؤساء الدول العربية العمل علي تعيين الشباب سفراء داخل الدول بعد عمل دورات تدريبه تنظمها الحكومات كدورة سفير أو دورة وزير أو دورة محافظ وبعد اجتياز تلك الدورة يوكل اليهم العمل كسفراء لنرقي ببلادنا العربية ونستطيع تدارك المأساة التي نعيشها فى ظل هذا الجمود والرجوع للخلف والله المستعان